الجمعة، 22 أكتوبر 2010

محاضرة اللحظة الاخيرة - اللحظة الاخيرة محمد الصاوي

محاضرة اللحظة الاخيرة - اللحظة الاخيرة محمد الصاوي






محاضرة اللحظة الاخيرة - اللحظة الاخيرة محمد الصاوي
محاضرة اللحظة الاخيرة - اللحظة الاخيرة محمد الصاوي
محاضرة اللحظة الاخيرة - اللحظة الاخيرة محمد الصاوي
محاضرة اللحظة الاخيرة - اللحظة الاخيرة محمد الصاوي
محاضرة اللحظة الاخيرة - اللحظة الاخيرة محمد الصاوي












http://www.badongo.com/audio/17555626

باب الخير | محاضرات اسلاميه

=============================================


مقدمة الشريط :

شبابٌ وقوة و غرورٌ و فتنة و تسويف في التوبة حتي جاءت لحظات الوداع الأخيرة........ كان تلك الليلة علي موعد مع فيلم جنسي دخل سريعاً إلى غرفته ......
قالت لي المرأة المُغسلة التي غسلت ماريا كان وجه ماريا أسوداً لم يكن طبيعيا أبداً لكن الفاجعة الكبري التي أبكتني و أبكت تلك المرأة المُغسلة .............
كان ملك الموت واقفاً عند رأسها لم يَكُن أحدٌ من الممرضين أو الممرضات عندها بدأت الروح تُغَرغر في حلقها تمنت لو تصرخ بكل ما أوتيت من قوة يارب ارجعني إلى الدنيا لأعمل صالحاً .......
فأمسك بها موسي و رفع السيجارة إلى شفتيه و فجأةً و مع أول شرارةٍ خرجت من القداحة إمتلأت السيارة بالنيران و صرخ موسي فلقد أصابت النيران عينيه و إبتعد الشباب في نفس اللحظة التي رأوا النار تلتهم السيارة ........
و دخل علي النبي صلي الله عليه و سلم ملك الموت و جعل يُخيره بين أن يبقي في الدنيا و بين أن يصعد إلى الله فجعل النبي صلي الله عليه و سلم يقول بل الرفيق الأعلي .. بل الرفيق الأعلي .. بل الرفيق الأعلي .. قال ملك الموت أيتها الروح الطيبة روح محمد بن عبد الله اخرجي إلى رضاً من الله و رضوان و ربٍ راضٍ غير غضبان ........



المحاضرة :

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الملك القدوس السلام فالق الحب و النوي خالق الأنام فطرت حياتي علي الفقر لك و فكري و قلبي علي العلم بك و نفسي علي حب ما قد وهبت و روحي و عقلي علي الأنس بك لذلك يارب آمنت بك خضوعاً و حباً و أسلمت لك علي رغم أنف الجحود الكنود آمنت بك ثم آمنت بك رضيتك رباً فأذللت قلباً و روحاً و لباً إلى عزتك و أخضعت نفسي و فكري و حسي و وجهي و رأسي إلى قدرتك و سلمت أمري بجهري و سري و خيري و شري إلى حكمتك ... صلاتي و نسكي خشوعي و حبي خضوعي و قربي إلى حضرتك و محياي ربي و غفران ذنبي و موتي و بعثي إلى رحمتك إلهي إلهي تباركت في عُلاك فإني آمنت بك إلهي إلهي تعاليت في ثنائك فإني اسلمت لك و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان علي المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد إلهادي الأمين و علي إله و صحبه و من إتبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اما بعد أيها الإخوة الأحباب السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللحظة الاخيرة و ما أدراك ما الحظة الاخيرة إنها لحظة الممات و توديع الحياة إنها لحظة البعد عن اللذات و مفارقة الشهوات إنها اللحظة التي تُبكي كل صغيرٍ و كبير و أميرٍ و وزير و ملكٍ وحقير إنها اللحظة التي تقف امامها كل العقول عاجزةً عن تفسير معناها أو إدراك حقيقتها يحيا الإنسان حياة مليئة بالطعام و الشراب و الذهاب و الإياب و المتعة و الحديث و النزهة و الأسفار ثم تأتيه تلك اللحظة ليرحل عن كل شئ الوالدة تبكي و الأخت تصيح و الزوجة تنوح و الابناء و الاطفال ينظرون حياري لا يصدقون أعطوني قلوبكم الآن و لتُصغِي إلى كل الآذان فإليكم تلك الكلمات كلمات لمن قست قلوبهم و غرتهم دنياهم كلمات لكل شاب يلهو و لكل فتاة تعبث كلمات حتي للمصلين و الصائمين و الطائعين كلمات للعباد و الزهاد و الآباء و الاجداد و الأبناء و الاحفاد كلمات لكل عين جفَ دمعها فهي تشتاق اليوم أن تبكي و لكل قلب جفت واحته فهو يشتاق اليوم أن يُروي يا كل مسلم و مسلمة أدعوكم اليوم يا كل شاب و فتاة أدعوكم اليوم أناديكم و في قلبي حُرقة أناديكم و أنا ادعو ربي أن نموت علي لا إله إلا الله محمد رسول الله اناديكم و انا ارجو أن يُكتب لكل واحد منا خاتمة حسنة و أن يُزَحزَح عن النار و أن يُدخَل الجنة
( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) آل عمران -185
قبل سنة و نصف بدأ رائد يتعرف علي رفقة فاسدة همها المعاكسات و الشهوات سهر و سفر اوقات تمضي و يضيع معها العمر أدخل رائد جهاز الكمبيوتر إلى بيته و بدأ يتصفح النت و يرسل إليه اصدقائه الصور الجنسية الفاضحة و هو يستلذ بالنظر إلى الحرام لم يترك رائد موقعاً إباحياً إلا و دخل عليه و أشترك فيه و لا بريد إلا و راسله و تعاون معه لا تسألوني عن صلاته و عبادته فقد كانت هذه مجرد ذكريات مرت علي رائد في دراسته الثانوية اما بعد دخوله الجامعة فهو لا يعرف إلا فتيات الليل و قنوات السقوط و الحرام في يوم من الايام كان ساهراً علي جهاز الكمبيوتر مغلقاً باب الغرفة عليه و أذن المؤذن لصلاة الفجر و دعاه داعي الإيمان في قلبه أن ينهض ليقبل علي ربه لكن الشيطان كان أقوي كثيراً ما كان يطرق عليه والده باب غرفته "هيا يا ولدي استيقظ أذن الفجر" و يرد رائد "طيب" و لا حياة لمن تنادي شبابٌ و قوة و غرورٌ و فتنة و تسويف في التوبة حتي جاءت لحظات الوداع الأخيرة
كان تلك الليلة علي موعد مع فيلم جنسي دخل سريعاً إلى غرفته كانت الساعة الثامنة ليلاً و الناس يؤدون صلاة العشاء في المسجد المجاور و هو يضع قرص السي دي المدمج في جهازه أغلقَ الباب بالمفتاح و بدأ يشاهد الفيلم أصبح يستلذ ثارت شهوته أكثر ثم بدأ يمارس العادة القبيحة خلع ملابسه و جرد نفسه و هو علي شهوته ماضٍ و فجأة "آآه آآه" صرخة مدوية أفزعت الأم و أخافتها جاءت الأم من غرفة الجلوس مُسرعة و إذا وَلَدُها في غرفته يصرخ و يبكي "إلحقيني يا امي سأموت" و الام تصرخ "طيب إفتح يا ابني إفتح يا ولدي" "لا استطيع يا امي لا استطيع" كان قلب رائد ينتفض بين ضلوع صدره كانت اللحظات عصيبة ضيق في التنفس و إصفرار في الوجه و برودة في الأطراف و يزيد الصراخ و تشتعل الحرارة في صدره و الله لقد حدثني ذلك الشاب الذي روي لي القصة كان جاراً لذلك الفتي رائد يقول كنت نازلاً علي درج السلم و إذا بي أجد جارتنا أم رائد تستغيث دخلت البيت سريعاً حاولت أن أفتح الباب لم استطع بدأت انادي "يا رائد يا رائد" لم يجبني أحد قلت لوالدته "هل تأذنين أن أكسر الباب؟ " قالت "نعم" دفعت الباب بقدمي بكل قوتي فإنفتح الباب ليصتدم الباب برأس رائد المُلقي علي الأرض كان عارياً و كان الفيلم علي جهاز الكمبيوتر لا يزال يعمل صرخت الأم و ولولت غطيته بملائة و قطعة قماش كبيرة و حاولت أن اتحسس نبضه و دقات قلبه لكنها كانت اللحظة الاخيرة
(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إلها آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إليكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) ) الايات 19 – 30 من سورة ق
يا شباب يا فتيات علي ماذا تريدون ان تموتوا علي شهادةٍ و توحيد أم علي معاصىٍ و قنوط .. علي قرآن و نور أم علي آلامٍ و هموم علي دموع توبة في جوف الليل أم علي دموع آلام الموت و حشرجة الحلقوم بالله عليكم توبوا الآن إبكوا الآن تضرعوا الآن اُدعوا ربكم الآن يارب يارب لا نريد أن نموت إلا علي ما يرضيك لا نريد أن نموت علي فسقٍ و فجور لا نريد أن نموت علي غير طاعتك لا نريد أن نجد مشقة في نطق لا إله إلا الله محمد رسول الله
ماريا فتاة بيضاء جميلة حسنة القوام مشهورة بين صديقاتها بالضحك و النكت لكنها كانت تحمل صفة قبيحة لن اُخبركم بها الآن عاشت ماريا حياتها علي لهو و معاصي تقضي الساعات الطويلة علي سماعة إلهاتف و يناديها ربها إلى الصلاة فلا تستجيب تخرجت من الفصل الثالث الثانوي قبل سنتين من الآن كانت طموحاتها "اريد ان اكون مغنية مشهورة و لا شئ آخر" و لكن لم تتحقق الأمنية بين أروقة الجامعة ... في السنة الاولي كان لديها كثير من الصديقات و الاصدقاء ثم بدأوا يقلون كانت تستلذ بصنع المقالب فيهم و إيقاد الفتنة بينهم مرةً جعلت شاباً يفسخ عقد الزواج مع إمرأته التي كانت طالبة معهم بسبب النميمة التي جعلت تمشي بها بين الرجل و زوجته و مرةً تسببت في طرد زميلة لها من الإمتحان عندما زعمت أنها كانت تَغُش و ذلك انتقاماً منها لأنها نصحتها بالحجاب الشرعي كم وكم قد افسدت ماريا و إنتهت السنة الثانية من الجامعة لتسقط ماريا ضحية لعلاقة محرمة كانت لاتبالى ... لا شئ يردعها و لا شئ يُخيفها لكنه الله الجبار المنتقم خرجت تلك الليلة .. صدمتها سيارة في حادث مروع و حُمِلَت إلى المستشفي و لم يعلم الأهل بها إلا في اليوم الثاني جاءوها في غرفة العناية المركزة لا تتحرك و لا تستطيع التكلم الأجهزة و الأنابيب تملاؤها كانت امها تحاول أن تقرأ عليها آيات من القرآن فإذا سمعتها اضطربت و اهتزت و تحركت في سريرها فتخاف الأم و تُوقف القراءة اسبوعٌ كامل و جاءت اللحظة الأخيرة ... كان ملك الموت واقفاً عند رأسها لم يَكُن أحدٌ من الممرضين أو الممرضات عندها بدأت الروح تُغَرغر في حلقها تمنت لو تصرخ بكل ما أوتيت من قوة يارب ارجعني إلى الدنيا لأعمل صالحاً يارب ارجعني إلى الدنيا لأصلي يارب ارجعني إلى الدنيا لأتحجب الحجاب الشرعي يارب يارب و خرجت روحها و فارقت الحياة تُحدثني يا شباب إحدي الأخوات تقول لي و الله يا شيخ قالت لي المرأة المُغسلة التي غسلت ماريا كان وجه ماريا أسوداً لم يكن طبيعيا أبداً لكن الفاجعة الكبري التي أبكتني و أبكت تلك المرأة المُغسلة ... ان الغائط كان يخرج من فم تلك الفتاة تقول المغسلة كلما نظفت فمها كلما عاد مرة اخري ليمتلئ بتلك القاذورات السوداء كنت استغفر الله و أبكي و ادعو لها بالرحمة ... و الله لقد ربطت رأسها و لا يزال في فمها تلك الروائح الكريهة و قد سألتني تلك المغسلة هل كانت هذه الفتاة مشهورة بمعصية معينة قلت لها نعم كانت تَنمُّ بين الفتيات و تُوقع الفتنة بينهن بغيبةٍ و كذبٍ مُحَرم
( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ إليمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) الآيات 102 – 108 سورة هود
هكذا اللحظة الأخيرة تًمُر علي الإنسان فإما أن يُوفَق فيها إلى خاتمة حسنة و إما أن يموت علي غيرها و قد قال النبي صلي الله عليه و سلم (من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ) ....
يارب يارب اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله ... لا تُمتنا إلا علي لا إله إلا الله .... لا تقبض أرواحنا إلا علي لا إله إلا الله ... لا تجعل خاتمتنا إلا لا إله إلا الله ...
تُحدثني إحدي الفتيات فتقول : كانت لنا جارة راقصة ترقص في الأفراح و كانت مشهورة و العياذ بالله بالمعاصي و سوءِ الخُلُق و كان زوجها غير غيور و قد قال النبي صلي الله عليه و سلم (لا يدخل الجنة ديوث ) و الديوث الذي يرضي بالفحش لأهله و لا يغار علي عرضه ... كانت حياة تلك الراقصة عجيبة غريبة فقد كانت لا تعرف الصلاة أبداً و كنا نحن الجيران في عاداتنا نزور بعضنا في الأعياد و الأفراح و في يوم من الأيام دُعيت إلى فرحٍ و عُرس صديقة لي و كانت تلك الصديقة صالحة إلا أن والدها كان عاصياً و أصَّر علي أن يأتي براقصة في عُرس ابنته و جاءت جارتنا تلك و بدأت ترقص علي المسرح و تغني و تتعري و ليس علي جسدها سوي قطعتين تستران السوءة فتركت الفرح و خرجت خارج صالة الأفراح أتحدث مع بعض صديقاتي و فجأة سمعنا صراخاً عجيب فدخلت إلى الصالة و إذا الراقصة ساقطة علي الأرض مُتَعرَّية و إذا الناس حولها مُتَحلِّقون فقالت إحدي النساء انا اعرفها إنها تذوب من شدة الرقص فزيدوا لها في الموسيقي و سوف تُفيق فزادوا في الموسيقي و بقيت الراقصة علي حإلها و لم تُفق ... عند إذن جاءت إحدي الطبيبات الحاضرات و أخبرتنا أنها ماتت!! ... المُصيبة ليست في هذا يا شيخ بل إننا لما جئنا نغطيها و الله و الله كان الغطاء ينزلق من علي جسدها فتتعري مرة اخري لدرجة أنهم استدعوا زوجها و حاول أن يغطيها بيديه لكنها كانت تتعري فتظهر عورتها عندئذٍ بدأ الناس يبكون و انقلب الفرح إلى مأتم و العُرس إلى عزاء و حُملت تلك الراقصة إلى المستشفي و كُنت في مغسلة الموتي مع إحدي الأخوات فقد رفضت المُغسلات الصالحات أن يُغسلن هذه المرأة العاصية و الله و الله بعد أن غسلناها يا شيخ لم نستطع تكفينها فكلما وضعنا القماش سقط فربطناه بشدة و قوة و حُملَت في سيارة الإسعاف إلى المقبرة و دُفنَت و لم يُصلي عليها أحد ....
بالله عليكم قولوا لي لماذا تموت مسلمة علي هذا الحال لماذا تودع الحياة علي غير شهادة التوحيد ؟
لماذا تموت علي خاتمة غير حسنة ؟ لانها عاشت علي غير طاعة الله جل و علا

يا عظيماً في علاه ... مُدَ قلبي بالحياة


امحو يا رحمن وزري ...انت تغفر للعصاة

عشت في الدنيا حزينة كم شكت مني الصلاة
مصحفي ملَ ابتعادي عنه فـي كـل اتجـاه
في حمَى الشهوات ضعت سرت في درب الغـواه
ينقضي ليلـي بذنـبٍ فـوق شاشـات اراه
قالت الفتيات انـتِ هـل تريديـن الحيـاه
قلدي تلك الجميلة و إخلعـي عنـك العبـاة
ثم طرت بـلا حيـاء للهوى اقفـوا خطـاه
أطلق الطرف كحيـلا او أصاحـب كـل لاه
لكن اليوم إلهي تبـت فـي ليـل القسـاه
قد علمت الآن حقـا كيـف ترتـاح الفتـاه
اننـي لله اسعـي أرتجـي منـه رضــاه
زافـرات الصـدر قالـت آه يـا ربــاه آه




موسي شابٌ حياته كلها لهوٌ و لعب و طبلٌ و زمر كان منطلقاً بسيارته علي إحدي الطرق السريعة مسافراً و في الطريق مرَّ بجوار سيارة فيها أربعةُ شباب كانوا يتعجبون من سرعة موسي الخيالية كان موسي قد تجاوزهم حتي غابت سيارته عن أنظارهم و فجأةً و بينما هم في الطريق إذا بهم يجدون سيارة موسي أصبحت كُومَة حديد و قد إنقلبت عدة مرات علي جانب الشارع الأيمن قال راوي القصة : نزلنا سريعاً فإذا موسي حي و إذا هو يضحك في سيارته و المسجل ينبعث منه صوت غناءٍ غربي فقلنا له أطفئ هذا المسجل فرفض و طلب أن نُخرجَه المصيبة التي هو فيها بدأنا نُحطم زجاج السيارة لنُخرج موسي من أي جهة لكننا لم نستطع و قد كان كرسي السائق مثنياً عليه و هو لا يستطيع الخروج و في تلك الأثناء قام أحد الشباب بالإتصال علي الدفاع المدني ليُحضروا معداتهم الخاصة حتي يُخرِجوا هذا الشاب من سيارته و وقف بعض الشباب يتحدثون مع موسي الذي كان يحدثهم من داخل السيارة المحطمة كانوا يقولون له هذه نتيجة السرعة فإحذر و كان يضحك و هو غير مُبَالٍ و كأن شيئاً لم يحدث كان (تنكي) البنزين قد ثُقب عدةَ ثقوب نتيجة لإنقلاب السيارة العنيف و بدأ البنزين ينزل بهدوء علي جسم السيارة و يتسلل إلى كنباتها دون شعور أحد و أثناء الحديث كان أحد الشباب مُتكئاً علي حافة السيارة الاخري فأخرج من جيبه عُلبةَ سجائر و قام يُشعل سيجارة فلمحه موسي من بعيد و طلب منه أن يُحضر سيجارة له فقال أحد الحاضرين : حرامٌ عليك يا أخي بدلاً من أن تستغفر الله و أنت في مثل هذه الحالة ... لم يُبالى موسي بهذه الكلمات و طلب من ذلك الشاب مرةً اُخري فأحضر له الشاب سيجارة و رمي له بالقداحة داخل السيارة فأمسك بها موسي و رفع السيجارة إلى شفتيه و فجأةً و مع أول شرارةٍ خرجت من القداحة إمتلأت السيارة بالنيران و صرخ موسي فلقد أصابت النيران عينيه و إبتعد الشباب في نفس اللحظة التي رأوا النار تلتهم السيارة و إرتفعت إستغاثات موسي يا ناس يا شباب أطفئوا النار أطفئوا النار و قطع تلك الإستغاثات صوت إنفجار خزان البنزين الذي حرك جسم السيارة و جعلها تنقلب علي الجهة الاخري و إرتبك الشباب و بدأوا بالبكاء و حاولوا إخماد النار ببعض الرمال المنتشرة علي الطريق لكن لا فائدة لقد أكلت النار كل شئ و بدأت الدموع تجري غزيرةً علي خدودهم و هم يرون النار تأكل ما تبقي من جسد موسي المُتَفحم لقد كانت لحظاتُ عِظةٍ و عِبرة

سبحان الله سبحان الله كيف كانت خاتمة ذلك الشاب البعيد عن ربه ؟ كيف كانت اللحظة الأخيرة ؟ كان ممسكاً بسيجارة و مات علي ذلك و سَيُبعث عليها ... هل يتيقظ الشباب و الفتيات لتكون اللحظة الأخيرة علي طاعةٍ فيفوزوا بالرضوان

( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ اليوم بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111) ) الآيات 97 – 111 سورة المؤمنون

يا شباب الإسلام ... يا فتيات الإسلام متي سنتعظ ؟ و متي سنعتبر ؟ قبل أن تأتي اللحظة الأخيرة أم بعدها ؟

انا لن اُحدثكم عن قصص العُباد و الصالحين و الشهداء و المخلصين أنا لن احكي لكم الحظة الاخيرة في حياة من مات و هو يقرأ القرآن أو من مات و هو ساجد او من مات و هو يُسبح أو يستغفر لكنني سأقُصُ عليكم اللحظات الأخيرة في حياة أعظم بشرٍ و أكرم إنسان إنه المصطفي صلي الله عليه و سلم تلك اللحظات التي كلما قرأتها و تذكرتها بكيت حُزناً علي فِراقه صلي الله عليه و سلم و شوقاً إلى لقائه و تختلط مشاعري فلا ادري و انا ابكي هل انا حزينٌ ام مشتاق إنها أعظم لحظة و أجمل لحظة بالنسبة لمحمد صلي الله عليه و سلم في حجة الوداع و بينما كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يَخطُب الناس نزلت عليه قول الله جل و علا ( اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) ) سورة المائدة و نزلت سورة النصر (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) )
فعَرف الرسول صلي الله عليه و سلم انه سيُودع الدنيا فقال إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا و قال لعلي لا أحُج بعد عامي هذا و رجع رسول الله صلي الله عليه و سلم إلى المدينة و في أوائل السنة الحادية عشرةَ من إلهجرة ذهب رسول الله صلي الله عليه و سلم ليزور شهداء أُحد فصلي عليهم و دعا لهم و قال إني أُشهد الله إني عنكم راضٍ و لما رجع رسول الله صلي الله عليه و سلم من المقابر و هو في الطريق بكي و قال: ( وددت أني لقيت إخواني ) فقالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال: ( لا، أنتم أصحابي، و إخواني الذين يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ) و في بعض الروايات (يَوَدُ الواحد منهم لو رآني بأهله و مإله) فداك أبي و أمي يا رسول الله و الله إنا لنتمني أن نراك و لو فقدنا كل شئ و بعد مدةٍ خرج رسول الله صلي الله عليه و سلم يُودعُ أيضاً أهل البقيع في مقابر البقيع فدعا لهم و استغفر و قال : (السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهنأ لكم بما أصبحتم فيه لما أصبح الناس فيه) يعني هنياً لكم ما أنتم فيه ثم قال (أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبعُ آخرها أولها و الآخرة شرٌ من الأولي) ثم بشر أهل المقابر فقال (إنا إن شاء الله بكم لاحقون) و عندما رجع رسول الله صلي الله عليه و سلم من البقيع أصابه المرض و داهمه صُداعٌ رهيب و كان يوم الإثنين فجعل رسول الله صلي الله عليه و سلم يربط عِصابةً علي رأسه من شدة الألم حتي إن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يحسون بحرارة رأسه من فوق العصابة و ظل رسول الله صلي الله عليه و سلم يُصلي بالناس أحد عشر يوماً و في الإسبوع الأخير إشتد المرض علي رسول الله صلي الله عليه و سلم و كان يتمني أن يُمَرَّضْ في بيت عائشة رضي الله عنها فجعل يقول لزوجاته (أتأذنون لي أن أُمَرَضَ في بيت عائشة) فقلنَّ له أذِّنا لك يا رسول الله فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب و الفضلُ بن العباس فحملوا النبي صلي الله عليه و سلم و خرجوا به من حجرة أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها إلى حجرة عائشة رضي الله عنها لكن الصحابة لأول مرة يروا النبي صلي الله عليه و سلم محمولاً علي الأيدي فتجمع الصحابة و قالوا ما لِرسول الله ... ما لِرسول الله ... و بدأ الناس يتجمعون في مسجد النبي صلي الله عليه و سلم و بدأ المسجد يمتلئ و يكتظ بأصحاب الرسول صلي الله عليه و سلم و يُحْمَل الرسول صلي الله عليه و سلم إلى بيت ام المؤمنين عائشة فبدأ النبي صلي الله عليه و سلم يعرق عرقاً شديداً و جعلت عائشة تُمسك بيده صلي الله عليه و سلم و تمسح العرق عن جبينه صلي الله عليه و سلم ثم بدأت الآم السكرات فجعل النبي صلي الله عليه و سلم يقول لا إله إلا الله إن للموتِ لسكرات .. لا إله إلا الله إن للموتِ لسكرات و جعل صوت الناس يعلو في داخل المسجد فقال النبي صلي الله عليه و سلم لأم المؤمنين عائشة : ما هذا يا عائشة قالت يا رسول الله الناس يخافون عليك فقال احملوني إليهم فأراد أن يقوم صلي الله عليه و سلم فما استطاع أن يقوم فأغمي عليه صلي الله عليه و سلم فصبوا عليه سبع قرب من الماء كي يُفيق و بعدها أفاق رسول الله صلي الله عليه و سلم و حُمِلَ النبي صلي الله عليه و سلم و صَعَدَ إلى المنبر فكانت آخر خطبة لرسول الله صلي الله عليه و سلم و آخر كلماتٍ للنبي صلي الله عليه و سلم و آخر دعاء من رسول الله صلي الله عليه و سلم و آخر نظراتٍ من النبي صلي الله عليه و سلم قال أيها الناس كأنكم تخافون عليَّ .. كأنكم تخافون عليَّ قالوا نعم يا رسول الله فقال أيها الناس انا فرطكم علي الحوض إن موعدي معكم عند الحوض و الله لكأني انظر إليه من مقامي هذا أيها الناس و الله ما الفقر أخشي عليكم و لكن أخشي عليكم الدنيا أن تُفَتَح عليكم فتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتُهلكَكُم كما أهلكتهم ثم قال النبي صلي الله عليه و سلم أيها الناس الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم اوصيكم بالصلاة .. أيها الناس إستوصوا بالنساء خيراً فإنهن عَوَانٍ عندكم أيها الناس إن عبداً خيره الله ... إن عبداً خيره الله بين البقاء في الدنيا و بين ما عند الله فاختار ما عند الله فما أحدٌ عَرف ماذا يقصد رسول الله صلي الله عليه و سلم سوي أبي بكر الصديق رضي الله عنه و أرضاه لما سمع تلك المقالة بكي بكاءً شديداً و جعل نَحِيبُه يعلو في المسجد و يقول فديناك بأبآءنا يا رسول الله .. فديناك بأمهاتنا يا رسول الله .. فديناك بأولادنا يا رسول الله .. فديناك بزوجاتنا يا رسول الله .. فديناك بأموالنا يا رسول الله .. و جعل الناس ينظرون إلى ابي بكر الصديق نَظَرَ تعجُب و إستغراب فقال النبي صلي الله عليه و سلم أيها الناس ما منكم من أحدٍ كان له علينا فضل إلا كافأناه به إلا ابا بكر الصديق فإني لم استطع مكافأته فتركت مكافأته لله جل و علا كل الأبواب إلى المسجد تُسد إلا باب ابي بكر الصديق رضي الله عنه و أرضاه ثم قال النبي صلي الله عليه و سلم أيها الناس من كنت جلدت له ظهراً من كنت أخذت له مالاً أو منه حقاً فهذا ظهري فليقتص مني .. هذا ظهري فليقتص مني .. فجعل الصحابة يبكون فقام رجلٌ من بين الصحابة و قال انا يا رسول الله لي عندك ثلاثةُ دراهم فقال يا فضل بن العباس أعطه ثلاثةَ دراهم فأخذ الدراهم الثلاثة و كان يقول كنت اريد أن احتفظ بشئٍ من رسول الله صلي الله عليه و سلم قبل أن يموت ثم جعل رسول الله صلي الله عليه و سلم ينظر بين المسلمين و يُقَلبُ عينيه بينهم و يقول أواكم الله .. ثبتكم الله .. حفظكم الله .. رعاكم الله .. نصركم الله .. فكانت هذه آخر كلمات النبي صلي الله عليه و سلم و نزل رسول الله صلي الله عليه و سلم من علي المنبر و توجه إلى حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ثم دخل عليهم عبد الرحمن بن ابي بكر أخو عائشة رضي الله عنها و كان معه مسواكٌ يستاك به فجعل رسول الله صلي الله عليه و سلم ينظر إليه قالت عائشة رضي الله عنها فعلمت أنه يريده فقلت آخذه لك يا رسول الله فأشار برأسه أن نعم فأخذت المسواك فقضمته و وضعته في ريقي و طيبته و نظفته ثم دفعته إلى النبي صلي الله عليه و سلم فجعل رسول الله صلي الله عليه و سلم يُحرك المسواك في فمه قالت عائشة رضي الله عنها كان من فضل ربي علىَّ أن الله جمع بين ريقي و ريق النبي صلي الله عليه و سلم قبل أن يموت ثم دخلت ابنته فاطمة رضي الله عنها فرأت النبي صلي الله عليه و سلم مُسجَّي علي الفراش فبكت .. بكت لأنها كانت كلما دخلت علي النبي صلي الله عليه و سلم قام إليها فرحب بها و قبلها و أجلسها في مكانه و هي الآن تري والدها خير البشر مُسجَّي علي فراشه فقال لها النبي صلي الله عليه و سلم ادنو مني يا فاطمة اقتربي مني يا فاطمة فهمس لها في أذنها فبكت ثم همس لها مرةً اخري فضحكت فسُئِلَت بعد ذلك فقالت إنه همس لي أني مُغادرٌ هذه الدنيا فبكيت ثم همس لي فقال إنك أولُ أهلي لحُوقاً بي فضحكت ثم قال النبي صلي الله عليه و سلم اخرجوا من كان عندي في البيت ثم قال ادنو مني يا عائشة فدنت منه عائشة فوضع رسول الله صلي الله عليه و سلم رأسه علي فخذها و عند صدرها و في حِجرها ثم دخل علي النبي صلي الله عليه و سلم جبريل يستأذنه في دخول ملك الموت و دخل علي النبي صلي الله عليه و سلم ملك الموت و جعل يُخيره بين أن يبقي في الدنيا و بين أن يصعد إلى الله فجعل النبي صلي الله عليه و سلم يقول بل الرفيق الأعلي .. بل الرفيق الأعلي .. بل الرفيق الأعلي .. فقال ملك الموت أيتها الروح الطيبة روح محمد بن عبد الله اخرجي إلى رضاً من الله و رضوان و ربٍ راضٍ غير غضبان تقول عائشة رضي الله عنها فثَقُلَت رأسُ النبي صلي الله عليه و سلم علي صدري و عَرفتُ أن الرسول قد مات فأزحتُ الستار و قلت للناس في المسجد مات رسول الله .. مات رسول الله و ضَجَّ المسجد بالبكاء و إرتفعت اصوات الناس و ما استطاع احدٌ أن يتحرك فعلي بن ابي طالب اُقعد من شدة الخبر و عثمان بن عفان جلس يبكي و ابو بكرٍ الصديق دمعت عيناه و عمر قال من قال منكم إن محمداً قد مات قطعت رأسه بالسيف و الله ما مات رسول الله و إنما ذهب للقاء ربه كما ذهب موسي بن عمران أما ابو بكر الصديق رضي الله عنه و ارضاه فقد تحامل علي نفسه و دخل علي النبي صلي الله عليه و سلم و ضمه إلى صدره قال واخليلاه .. واحبيباه .. ما أعظمك يا رسول الله .. ما أعظمك يا رسول الله ... طبت حياً و ميتاً يا رسول الله ثم جعل يُقبل النبي صلي الله عليه و سلم من رأسه ثم خرج يبكي خرج ابو بكرٍ رضي الله عنه يبكي و يقول أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حيٌ لا يموت قال عمر بن الخطاب ثم تلا ابو بكر الصديق قول الله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)) آل عمران
قال عمر فوالله لكأنني أول مرةٍ اسمع هذه الآية في كتاب الله ثم غَسَّلَ النبي صلي الله عليه و سلم الفضل بن العباس و علي بن ابي طالب و انس بن مالك و كان علي بن ابي طالب يَصُّبُ الماء علي رسول الله صلي الله عليه و سلم و الفضل بن العباس يُغَسِّل النبي صلي الله عليه و سلم و يُدَلِكُ جسده ثم حُمِلَ رسول الله صلي الله عليه و سلم في زاويةٍ من حجرة عائشة رضي الله عنها و دُفِنَ فيها و وقف الصحابة علي قبره يدعون الله لنبيهم ثم جاءت فاطمة فقالت يا أنس ..يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا علي رسول الله التراب .. أطابت أنفسكم أن تضعوا التراب فوق الجسد الذي اخرجكم من الظلمات إلى النور قال انس و الله لقد كانت الليلة التي دخل فيها رسول الله صلي الله عليه و سلم المدينة أكثر ليلةٍ إضاءةً و إشراقاً و كانت الليلة التي خرج الرسول صلي الله عليه و سلم فيها من المدينة و رحل إلى الآخرة أظلمَ ليلةٍ مرت علينا و هكذا رحل محمدٌ صلي الله عليه و سلم في أحسن خاتمة فقد اختار رفيقه الأعلي سبحانه و تعالى
إخواني .. أخواتي .. كلنا سنموت .. و الله كلنا سنموت .. و الله كلنا سندخل القبر .. و الله كلنا سنُسئل .. و الله كلنا سنُحاسب .. ستسئل أخي لماذا كنت تشاهد الافلام ؟.. لماذا كنت تنظر إلى الحرام ؟.. لماذا كنت بعيداً عن واحد الأيمَّان؟ .. لماذا لم تتخير ميتةً كريمة؟.. لماذا سرقتك الدنيا و إلهتك عن القرب من سيدك و مولاك؟.. ألستَ تعشق الجنة ؟.. ألستَ تحب الفوز بالرضوان ؟.. ألستِ تريدين صحبة أمهات المؤمنين ؟.. إذا لماذا نموت علي غير الخير ؟.. دعونا نعاهد الله الآن .. دعونا نعاهد الله الآن ان نعيش ساعاتنا القادمة علي ما يُرضي الملك سبحانه و تعالى.. دعونا نعمل فيما تبقي من أعمالنا و نسعي كي نصل إلى الجنة
أنا عاشقٌ درب الجنان
انا عاشقٌ روض الحسان
انا عاشقٌ ذاك السجود يقودني نحو الامان
انا عاشقٌ محراب ذلٍ للإله بكل آن
في مُقلتي أملٌ يلوح يَلُفُّنِي بيدِ الحنان
يسمو بروحي للسماء إلى الملائك و الحسان
و يطوف قلبي في الرياض يُعانق الحور الحسان
ما أجمل النفس التي ترنو إلى ذاك المكان
تعلو علي الشهوات و الآثام في زمن إلهوان
لا ليس يغريها البريق و ليس يخدعها الزمان
لا ليس تأثيرها الحياة بل الحياة هي الجنان
فغذائها في كلِ يومٍ دمعتان و ركعتان
و دوائها اياك نعبد من هدي السبع المثان
و نعيمها لما تذود عن العقيدة بالسِنان
و تقول افدي شِرعَّتي ارجو الرحيم المستعان
يا نفس كوني مثلها و ارقي إلى افق البيان
و لتحملي هدفا يقول بعزةٍ اهوي الجنان
اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال و الاكرام نسألك بأسمائك الحسني و صفاتك العلا ان تجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله يارب اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله يارب اكتب لشباب و فتيات المسلمين خاتمةً حسنة يارب لا تُمت شبابنا علي المخدرات يارب لا تُمت شبابنا علي المسكرات يارب لا تُمت شبابنا علي الاغنيات يارب لا تُمت شبابنا في السهرات يارب لا تُمت فتياتنا علي التبرج و السفور و المحرمات يارب أمتنا جميعاً علي طاعةٍ ترضيك حتي تُبعث عليها في يوم القيامة يارب إنا نحب نبيك صلي الله عليه و سلم و قد قال النبي صلي الله عليه و سلم يُحشر المرء مع من أحب نسألك يا كريم نسألك يا كريم ان نحشرنا مع محمدٍ صلي الله عليه و سلم يارب استجب دعائنا يارب استجب دعائنا يارب خذ بنواصينا إلى البر و التقوي يارب اصلح فساد قلوبنا يارب اصلح فساد قلوبنا اللهم هذا الدعاء و منك الإجابة و هذا الجهد و عليك التكلان و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلي الله و سلم و بارك علي عبده و رسوله محمد و علي إله و صحبه أجمعين و الحمد لله رب العالمين